الهدايا في الإسلام أمر مرغب فيه، وهي سنة نبوية حميدة
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقبلُ الهدية ويُثيبُ عليها ويقول عليه الصلاة والسلام. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تهادوا تحابوا»، وقال الحافظ ابن عبد البر: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية وندب أمته إليها، وفيه الأسوة الحسنة به صلى الله عليه وسلم. ومن فضل الهدية مع اتباع السنة أنها تورث المودةً وتُذهب العداوة»
وكما قلنا في البداية فإن أهمية الهدية تكمن في تأليف القلوب وتعميق أواصرالمحبَّة وفيها ترغيب غير المسلمين للإسلام، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع صفوان بن أمية رضي الله عنه قبل أن يُسْلم، حينما أعطاه واديَيْن من الإبل والغنم، فأسلَمَ وحسُن إسلامه، بل وسخَّر كل ما يملك في خدمة الإسلام، يقول صفوان رضي الله عنه: «والله لقد أعطاني رسول الله ما أعطاني، وإنه لأبغضُ الناس إليَّ، فما برِح يعطيني حتى إنه لأحَبُّ الناس إليَّ»
وهناك نقاط مهمة يجب أن ننتبه إليها عندما نتبادل الهدايا بيننا وهي أن تخلص النية لله في هديتك، وأن تدعو ربَّك بأن يبارك فيها، حتى تكون مفتاحًا لقلب من أهديتَ إليه، وأن تتناسب الهدية مع الشخص المُهدى إليه، فهدية الصغير تختلف عن هدية الكبير، وهدية الرئيس تختلف عن هدية المرؤوس، ونحو ذلك، وعدم التكلف فيها، وكلٌّ على قدر استطاعته. وألا تكون رشوة لنهي الشرع عن ذلك، وأن تختار لها الوقت المناسب، فلا تأتِ لمن تريد أن تهدي إليه في آخر الليل، وهو وقت نومه، فتُوقظه، وتخبره أن عندك هدية تريد أن تسلِّمه إياها، وأن تقدِّمها ببشاشة، ونفس طيِّبة، وأن يكون منظر الهدية مقبولاً، ويُكتب عليها عبارات جميلة